جوبا:علوية مختار: جدد الرئيس عمر البشير احترامه وقبوله بنتائج الاستفتاء حتى ولو كانت الانفصال،واعتبر الشمال اولى الجهات بدعم الدولة الوليدة فنياً ولوجستياً،مؤكداً ان الروابط بين الشمال والجنوب «لن تجد مثلها بين اي دولتين في العالم».
وشدد البشير الذي قام بزيارة تاريخية الى جوبا أمس،خلال مخاطبته حكومة الجنوب،بحضور رئيسها سلفاكير ميارديت،على ان محاولات فرض الوحدة بالقوة فشلت تماماً ولم تفض الا الى الكراهية والمزيد من التباعد،»واعلن انه سيكون اول المهنئين «وسنأتي للاحتفال معكم،ولن نقيم سرادق العزاء،رغم اننا سكنون حزينين».ونشرت قوات امنية كبيرة في جوبا قبل وصول الرئيس ، بينما يجوب جنود مسلحون في الشوارع،وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها «نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان» ونرحب بكم في الدولة ال193».
نص الخطاب ص(4).
وفي السياق ذاته، كشف الرئيس البشير عن اتفاق مع سلفاكير على ابعاد المعارضين من الطرفين في الشمال والجنوب،بينما سارع سلفاكير الى اعلان طرد جميع حركات دارفور المسلحة من جوبا.
واكد البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع سلفاكير أمس، التزام حكومة الجنوب بعدم السماح بوجود معارضة شمالية في الجنوب،وقال ان الطرفين اتفقا علي المحافظة علي الامن والاستقرار بالمنطقة وتأمين المواطنين الجنوبيين في الشمال وتأمين الشماليين في الجنوب ،وأكد ان الجانبين اتفقا على ان تتم عملية الاستفتاء بصورة سلمية وشفافة وقبولهم بالنتيجة،وابان ان الجانبين اكدا كذلك على الحوار لحل القضايا العالقة بينهما قبل التاسع من يوليو القادم.
وقال البشير « نحن من جانبنا ملتزمون بعدم وجود معارضة جنوبية في الشمال وذلك على غرار تجاربنا مع اثيوبيا وتشاد، الامر الذي قادنا لتطبيع العلاقات مع تلك الدول وجعل لنا معهم حدودا مشتركة «.
من ناحيته، أكد سلفاكير ان حكومته اتخذت اجراءت طردت بموجبها حركات دارفور المسلحة من جوبا،واضاف « لاتوجد معارضة من الشمال تتخذ من جوبا قاعدة لها»،وجدد التزام الطرفين بتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل.الى ذلك، اكد الرئيس البشير ان حسم ترتيبات ما بعد الاستفتاء والقضايا العالقة على رأسها ابيي والحدود سيكون قبل التاسع من يوليو المقبل، وقطع بمنح الجنوبيين في الشمال حال الانفصال حقوق المواطنة منها حق التملك .
وطالب البشير لدى مخاطبته منظمات المجتمع المدني بالقصر الرئاسي بالجنوب، القوات النظامية والمجتمع المدني بالحد من اية اعمال عنف يمكن ان تنشأ نتيجة للاستفتاء.
وتساءل عن الاسباب التي قادت ابناء الجنوب في الشمال الى بيع منازلهم، وقال» ما حا نشيل بيت زول».
واعلن البشير ان الحدود بين الشمال والجنوب سيتم ترسيمها قبل نهاية الفترة الانتقالية،وقال ان الحدود بين الدولتين حال الانفصال ستكون مرنة، واعتبر ان الترسيم لا يعني وضع جدار عازل وانما علامات على الارض الى جانب ترتيبات ادارية، وذكر ان الخلافات حول ابيي لا زالت قائمة لكنه شدد على ان الحل «لن يغلبنا» ،مشيراً الى انه اتفق مع سلفاكير على أن يمثل بروتوكول ابيي اساساً للحل، باعتبار ان اي تعارض في الاتفاق يرجع فيه الى الاصل.
وفي ذات المنحى، قال الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب، بنيامين برناب، ان سلفاكير سيتجه الى الخرطوم لارسال ذات الرسالة التي طرحها البشير في جوبا بشأن التعاون انفاذا نيفاشا والعلاقات بين الجانبين، واشار الى ان الرئيسين رفعا شعار لا للحرب نعم للسلام،واستبعد حدوث اية اعمال عنف اثناء فترة الاقتراع، واكد ضبط حكومة الجنوب سيطرتها على الوضع، وقال ان العملية ستنجز بهدوء ونجاح.